أيام معدودات تفصلنا عن الاستحقاق الآسيوي الصعب، ومنتخبنا الكروي يقترب شيئا فشيئا من خوض أهم الاختبارات والتحديات التي يواجهها منذ سنوات، والجمهور السعودي يحبس أنفاسه بين متفائل حذر، ومتشائم قلق.
المتشائمون لديهم مبرراتهم ومعطياتهم الكافية التي تجعلهم لا يتوقعون من منتخبنا الوطني أن يذهب بعيدا في هذا المعترك الآسيوي، أما المتفائلون فهم يراهنون على ضربة حظ عظيمة تأخذ منتخبنا إلى إنجاز آسيوي جديد، وعلى اعتبار أن التاريخ عودنا أن الإنجازات الكبيرة تولد أحيانا من رحم الظروف الصعبة؛ كالتي يعيشها منتخبنا الآن.
ويتفق الجميع على أن ما بعد نهائيات أمم آسيا ليس مثل ما قبلها، فإما فوز كبير يخرجنا من دوامة الفشل والإخفاقات، ويضعنا من جديد على سكة الانتصارات، ويعيدنا إلى مكانتنا بين أبطال القارة، وإما أن نعود من هذه النهائيات بفشل جديد يزيد من تعثرنا وتبعثرنا ومعاناتنا، ويفتح جراحنا، القديم منها والجديد.
بالنسبة لي، لست مع المتفائلين ولا أرى في منتخبنا ما يشجع على التفاؤل، بالرغم من أن المنتخب يضم عناصر ممتازة، وبالرغم من الاتحاد الكروي السعودي يخوض يواجه موقفا مفصليا يضعه أمام مفترق طرق، وبالرغم من أن «كوزمين» يخوض مع منتخبنا تحديا شخصيا بين النجاح والفشل، ويهمه جدا أن يحقق مع منتخبنا إنجازا يزيد من قيمة أسهمه في بورصة المدربين.
لكن هذه الأسباب ليست كافية، ويقابلها جملة من الأسباب التي تجعلني أكثر ميلا للتشاؤم.
وفي كل الأحوال، قلوبنا وعقولنا مع الأخضر، وخلف الأخضر، وأمام الأخضر، وبين يدي الأخضر، وألسنتنا تلهج بالدعاء له ولنجومنا الذين يمثلون الوطن في هذا المحفل الكروي الآسيوي الكبير.
ناصر ظالم أم مظلوم
أحزن كثيرا عندما أرى لاعبا حباه الله موهبة كبيرة ثم أجده يفرط بها ويسيء إليها ويشوهها على النحو الذي يفعله ناصر الشمراني بنفسه.
وفي كل مرة، يخرج علينا نجم منتخبنا ناصر الشمراني بواحدة من شطحاته نعيد طرح التساؤل من جديد: هل هو ظالم أم مظلوم؟ وهل هو جانٍ أم مجني عليها؟ وفي كل مرة، نتمنى أن يكون مظلوما ومجنيا عليه، لندافع عنه وننتصر له، لكننا ــ مع الأسف الشديد ــ نكتشف العكس، ويتبن لنا أن ناصر الشمراني يعاني من مشكلة حقيقية تتمثل في عدم قدرته على ضبط أعصابه، وعجزه التام عن السيطرة على انفعالاته إزاء ما يواجهه من مواقف.
كل المواقف التي مر بها ناصر الشمراني ودفعته ليرتكب تصرفات خارجة عن المقبول مر بها من قبله نجوم آخرون وتعاطوا معها بشكل مختلف، فلماذا لا يقتدي بهم، ويتعلم منهم.
وإذا كان اللاعب الشمراني يريد أن يكون اسما مهما في قائمة نجومنا الكرويين، فعليه أن يفكر بشكل جدي كيف يستطيع أن يكبح انفعالاته، وكيف يستطيع أن يسيطر على ردات فعله على ما يمر به من مواقف في الملعب وخارجه؛ ليتفرغ لتطوير مستواه وترسيخ اسمه بين أهم نجوم الكرة السعودية. فالنجومية لا تعني فقط أن تكون لاعبا موهوبا، بل يجب أن تكون على قدر كبير من الرقي، وتتحلى بدرجة عالية من الأخلاق والتعاطي المثالي مع محيطك داخل الملعب وخارجه.
محمد الراجح
قبل أيام، شيعت حائل محمد السالم الراجح أحد أهم رجالها المؤثرين، كان ناشطا في الحقل الاجتماعي، والثقافي، والرياضي، وترك في كافة هذه الحقول بصمات لن يمحوها الزمن.
وعلى الصعيد الشخصي، فقدت هذا الصديق الذي عملت معه في مناسبات كثيرة، وجمعتني به مواقف كثيرة، وتعلمت منه أشياء عظيمة، اختلفت معه في البداية، ولأنه من طينة الرجال الكبار فقد لقنني درسا في فن الاختلاف، فأصبحنا صديقين نلتقي فيما نتفق عليه، ويعذر أحدنا الآخر فيما نختلف حوله، حتى توفي ــ رحمه الله.
وكنت أظن أنني لن أحزن على وفاة أحد بعد وفاة والدي ووالدتي ــ رحمهما الله، إلا أنني شعرت بالفقد والحزن مجددا برحيل «أبو سالم».
فهذا الرجل لم يكن اسما عابرا، ولم يكن رجلا عاديا، بل كان شخصية ملهمة، وهو رجل مواقف، برغم محبته للجميع، وحرصه على أن لا يخسر أحدا.
رحمك الله، أبا سالم.
المتشائمون لديهم مبرراتهم ومعطياتهم الكافية التي تجعلهم لا يتوقعون من منتخبنا الوطني أن يذهب بعيدا في هذا المعترك الآسيوي، أما المتفائلون فهم يراهنون على ضربة حظ عظيمة تأخذ منتخبنا إلى إنجاز آسيوي جديد، وعلى اعتبار أن التاريخ عودنا أن الإنجازات الكبيرة تولد أحيانا من رحم الظروف الصعبة؛ كالتي يعيشها منتخبنا الآن.
ويتفق الجميع على أن ما بعد نهائيات أمم آسيا ليس مثل ما قبلها، فإما فوز كبير يخرجنا من دوامة الفشل والإخفاقات، ويضعنا من جديد على سكة الانتصارات، ويعيدنا إلى مكانتنا بين أبطال القارة، وإما أن نعود من هذه النهائيات بفشل جديد يزيد من تعثرنا وتبعثرنا ومعاناتنا، ويفتح جراحنا، القديم منها والجديد.
بالنسبة لي، لست مع المتفائلين ولا أرى في منتخبنا ما يشجع على التفاؤل، بالرغم من أن المنتخب يضم عناصر ممتازة، وبالرغم من الاتحاد الكروي السعودي يخوض يواجه موقفا مفصليا يضعه أمام مفترق طرق، وبالرغم من أن «كوزمين» يخوض مع منتخبنا تحديا شخصيا بين النجاح والفشل، ويهمه جدا أن يحقق مع منتخبنا إنجازا يزيد من قيمة أسهمه في بورصة المدربين.
لكن هذه الأسباب ليست كافية، ويقابلها جملة من الأسباب التي تجعلني أكثر ميلا للتشاؤم.
وفي كل الأحوال، قلوبنا وعقولنا مع الأخضر، وخلف الأخضر، وأمام الأخضر، وبين يدي الأخضر، وألسنتنا تلهج بالدعاء له ولنجومنا الذين يمثلون الوطن في هذا المحفل الكروي الآسيوي الكبير.
ناصر ظالم أم مظلوم
أحزن كثيرا عندما أرى لاعبا حباه الله موهبة كبيرة ثم أجده يفرط بها ويسيء إليها ويشوهها على النحو الذي يفعله ناصر الشمراني بنفسه.
وفي كل مرة، يخرج علينا نجم منتخبنا ناصر الشمراني بواحدة من شطحاته نعيد طرح التساؤل من جديد: هل هو ظالم أم مظلوم؟ وهل هو جانٍ أم مجني عليها؟ وفي كل مرة، نتمنى أن يكون مظلوما ومجنيا عليه، لندافع عنه وننتصر له، لكننا ــ مع الأسف الشديد ــ نكتشف العكس، ويتبن لنا أن ناصر الشمراني يعاني من مشكلة حقيقية تتمثل في عدم قدرته على ضبط أعصابه، وعجزه التام عن السيطرة على انفعالاته إزاء ما يواجهه من مواقف.
كل المواقف التي مر بها ناصر الشمراني ودفعته ليرتكب تصرفات خارجة عن المقبول مر بها من قبله نجوم آخرون وتعاطوا معها بشكل مختلف، فلماذا لا يقتدي بهم، ويتعلم منهم.
وإذا كان اللاعب الشمراني يريد أن يكون اسما مهما في قائمة نجومنا الكرويين، فعليه أن يفكر بشكل جدي كيف يستطيع أن يكبح انفعالاته، وكيف يستطيع أن يسيطر على ردات فعله على ما يمر به من مواقف في الملعب وخارجه؛ ليتفرغ لتطوير مستواه وترسيخ اسمه بين أهم نجوم الكرة السعودية. فالنجومية لا تعني فقط أن تكون لاعبا موهوبا، بل يجب أن تكون على قدر كبير من الرقي، وتتحلى بدرجة عالية من الأخلاق والتعاطي المثالي مع محيطك داخل الملعب وخارجه.
محمد الراجح
قبل أيام، شيعت حائل محمد السالم الراجح أحد أهم رجالها المؤثرين، كان ناشطا في الحقل الاجتماعي، والثقافي، والرياضي، وترك في كافة هذه الحقول بصمات لن يمحوها الزمن.
وعلى الصعيد الشخصي، فقدت هذا الصديق الذي عملت معه في مناسبات كثيرة، وجمعتني به مواقف كثيرة، وتعلمت منه أشياء عظيمة، اختلفت معه في البداية، ولأنه من طينة الرجال الكبار فقد لقنني درسا في فن الاختلاف، فأصبحنا صديقين نلتقي فيما نتفق عليه، ويعذر أحدنا الآخر فيما نختلف حوله، حتى توفي ــ رحمه الله.
وكنت أظن أنني لن أحزن على وفاة أحد بعد وفاة والدي ووالدتي ــ رحمهما الله، إلا أنني شعرت بالفقد والحزن مجددا برحيل «أبو سالم».
فهذا الرجل لم يكن اسما عابرا، ولم يكن رجلا عاديا، بل كان شخصية ملهمة، وهو رجل مواقف، برغم محبته للجميع، وحرصه على أن لا يخسر أحدا.
رحمك الله، أبا سالم.